المسابقة العربية لتطبيقات الجوال 2015 - تجربتي الشخصية

 كنت أتجول كعادتي على اليوتيوب، فوقعت على فيديو لخص المسابقة العربية لتطبيقات الجوال التي اقيمت عام 2015 في دبي، و التي كانت ليا الفرصة للمشاركة فيها رفقة صديقاتي. لقد كانت تجربة ساهمت كثيرا في التأثير على مساري المهني و كذا شخصيتي و أردت أن اشارككم في هذا المقال هته التجربة و ما تعلمته منها

في شهر أكتوبر 2015، فتحت المسابقة أبوابها لأول مرة للجزائريين و قد كانت في طبعتها الثالثة، و كنت آنذاك طالبة في السنة الرابعة، تكلمت في الأمر مع رفيقاتي و كونا فريقا من ست بنات. بعد نقاش طويل و سبر للآراء و طرحها و دراستها اتفقنا أخيرا على فكرة مشروع يخص العقارات، كانت الفكرة عبارة عن تطبيق يسمح بربط المؤجر و الزبون مباشرة دون الحاجة لوسيط عقاري. و به سجلنا مشاركتنا في المسابقة عبر المنصة الالكترونية

من بين مراحل المسابقة، كان هناك يوم دراسي يمكّن المشاركين من استشارة بعض المدربين لدراسة مشاريعهم و مدى نجاعتها و ابداعيتها. كان هذا اليوم مقاما في مقر اوريدو بولاد فايت بالعاصمة و قد شاركت فيه العديد من الفرق بأفكار متنوعة و تنافسية. كان هذا اليوم مقسما إلى قسمين، الأول كان سلسلة من المحاضرات في مجال المقاولاتية و المؤسساتية، ألقاها علينا خبراء و دكاترة في المجال الاقتصادي و تطوير المؤسسات فيما خصص الجزء الثاني في اليوم لمناقشة الأفكار مع المدربين و استشارتهم

من بين المدربين الذين التقينا بيهم، كان طالب سابق في المدرسة العليا للاعلام الآلي، السيد بدر الدين زقار و قد أخبرنا أن مثل هته الفكرة مستهلكة و فرص نجاحها ضئيلة في السوق الجزائرية بحكم وجود منافس قوي و مهيمن و هي منصة واد كنيس، ثم اضاف "أنتن مجموعة من الفتيات، لم لا تقمن بطرح فكرة تخص النساء" و هنا عدنا لنقطة البداية يجب أن نجد فكرة مبتكرة تكون بلمسة أنثوية، هنا تعلمت الدرس الأول
لا تبحث بعيدا قد يكون الحل أمام عينيك و انت تأبى أن ترى، اسأل نفسك ماذا يمكنني أن أصنع لأجعل حياتي أسهل

إحدى المُشارِكات معنا فقدت الأمل بأن تكون لنا فرصة في المسابقة و قررت الانسحاب، فطلبت منا إحدى الصديقات المشاركة بدلها و انضمت لنا، و اقترحت علينا الفكرة الرائعة باللمسة الانثوية التي كنا نبحث عنها، الفكرة كانت عبار عن ترجمة الدفتر الصحي للطفل إلى تطبيق جوال، اعجبنا كلنا بالفكرة و رحنا نعمل على تحسينها و تجميلها، هنا تعلمت ثاني درس:
عندما يفقد أحدهم الثقة بك و يتوقف عن ايمان بك، ليس معناه انك فاشل او ستفشل، ربما ذلك معناه أن بابا جديدة ستفتح أمامك، فقط أستمر و لا تستسلم لأنه في النهاية لن تخسر شيئا سوى مسابقة أو عمل او بعض المال لكن ستكسب معارفا و قوة صبر و كثيرا من الخبرة و التجارب

أذكر تلك الأيام و نحن نحضر للمسابقة، الكل يعمل بجهد و تفان من أجل أن نصنع الفكرة و نقدم عرضا ملموسا عما كنا نتخيله عنها، لم يكن يهمنا الفوز أو الخسارة بقدر ما كانت تهمنا الفكرة، فقد اندمجنا معها و عملنا بكل اخلاص من أجل أن نجعلها حقيقة، و أذكر تماما ذلك اليوم الذي كنت أتمشى فيه مع صديقتي رميساء نتناقش بشأن التطبيق و هي تخبرني لا يهم، حتى و إن خسرنا دعينا نكمل في المشروع و نجعله حقيقة، و هنا تعلمت درسي الثالث
أهم شيء في المشروع هو أن يحمل أعضاء الفريق نفس النظرة المستقبلية له، أن يكون الهدف واحد و الشغف واحد

بحكم اننا كنا ندرس، حاولنا استغلال فرص الغداء لمناقشة فكرتنا و تطويرها و العمل على العرض الوصفي لها، فاهتمت رميساء بالتصميم و اختيار الالوان و عملت وسام و ميلاد على الخلفية التقنية فيما عملت رشا على الخلفية العملية للتطبيق و ذلك من خلال تزويدنا بالمعلومات الضرورية بحكم خلفيتها في الصيدلة قبل ولوجها لعالم الاعلام الآلي و ساعدتها في ذلك صاحبة الفكرة العبقرية زكية و كان دوري يتلخص في بناء بيزنس بلان و دراسة التمويل الخاص بالفكرة إلى جانب التنسيق بين عضوات الفريق بحكم أنني كنت القائدة. و على حسب ما أذكر فإن أصعب شيء واجهنا في هته المرحلة كان التنسيق لأننا كنا من تخصصات مختلفة و لكل منا مشاريع دراسية متفاوتة الحجم التي كان لزاما علينا انجازها، مع ذلك قمنا بما يلزم لايجاد الوقت الضروري للعمل على المسابقة و جمعنا كل شيء في فيديو و عرض وصفيان و تم ارسالهما في الدقيقة الآخيرة عبر المنصة، أذكر أننا ارسلناهما على الساعة الخامسة مساء أمام السيبار الخاص بالمدرسة في موقف السيارات و هنا الدرس الرابع
أهم عنصر في المشروع هو الفريق و اصعب شيء في المشروع هو التنسيق بين اعضاء الفريق و تشجيعهم على العمل خاصة في ظل غياب مكسب مادي ملموس أثناء العمل

بعد حوالي شهر تقريبا، تم الاتصال بالفرق التي تم اختيارها لتمثيل بلادها و المشاركة في المسابقة الاقليمية العربية و اتصل بي شخص يدعى مارك، أحد منظمي المسابقة، اذكر ذلك اليوم أنني لم أكن اتوفر على النت و كنت في البيت (حسب ما أذكر كنا في العطلة الشتوية)، عندما اتصل بي أخبرني أنهم ينتظرون ردي على البريد الالكتروني الذي تم ارساله لي، فسألته عن محتوى الرسالة الالكترونية و أخبرني أننا تأهلنا، كان شعورا غريبا اعتراني في تلك اللحظة، و أجبته حقا ما تقول فقال أجل و بارك لنا تأهلنا ة اضاف أنه يجب أن نرسل مجموعة من الوثائق الخاصة بالرحلة. هرعت لعائلتي أزف لهم الخبر و اخبرهم أن يذهبوا لدفع فاتورة النت و قرأت المايل و ارسلته لصديقاتي و هنا تعلمت شيئا
 
بعض الأشياء لا نلقي لها بالا لكنها تكون نقطة بداية و انعطاف في حياتنا

الفيديو المرفق شاركنا به في المسابقة 
يتبع#



 
 

Commentaires